الأربعاء، 13 مارس 2013

تجربتى الشخصية مع معهد الدراسات والبحوث الإحصائية

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته 

قبل أن ابدا حديثى عن تجربتى الشخصية مع معهد الإحصاء إسمحوا لى أن أتحدث سريعا عن خلفيتى التعليمية. وقد قصدت التطرق لهذا الأمر لأننى لاحظت أن هناك إنطباع سائد عند الكثير من الزملاء بأن الذين يختبرون النجاح والتفوق فى المعهد هم فقط من تخرجوا من كليات الحاسبات والمعلومات أو من كليات العلوم فى الجامعات المختلفة. وسيندهش الكثير منكم عند إستكمال حديثى عن خلفيتى التعليمية وسنرى كيف أن هذا الإنطباع السائد هو إنطباع خاطئ تماما تداولة البعض فى مخيلتهم وتناقلته الألسنه فجعلت منه عقيدة راسخة لدى الكثير وزريعة وحجة لدى الكثيرين على عدم النجاح والتفوق.
انا خريج كلية الحقوق من جامعة عين شمس سنة 2005 دور مايو
درست فى كلية الحقوق 5 أعوام حيث رسبت فى جميع المواد فى أول عام وذلك لأننى لم أكن أرغب فى الإلتحاق بهذه الكلية من البداية ولكن أراد الله أن ألتحق بها لأمر بها بتجارب غيرت مسار حياتى للأبد.
وكان رسوبى فى العام الأول هو التحدى الأكبر لى وخصوصا أن كلية حقوق عين شمس كانت من أصعب كليات الحقوق بعد جامعة القاهرة على مستوى الجمهورية ولكننى قبلت التحدى ونجحت فى كل المواد فى العام التالى ومنذ ذلك الحين لم أرسب فى مادة واحدة حتى تخرجت من الكلية بالرغم من أننى شغلت نفسى بكورسات لتقوية اللغة والعمل فى فترة الصيف وبعض فترات الدراسة.

وقصة عدم رغبتى فى الالتحاق بكلية الحقوق يرجع بنا إلى الوراء للأيام الأولى لى فى الدراسة حيث كان فى مقدور أبوى فى البداية إلحاقى بمدرسة خاصة وكانت من أوائل المدارس التى أدخلت معامل الكمبيوتر فى العملية التعليمية لديها وكان فى ذلك الوقت أنظمة التشغيل لا تتعدى الدوس ولم يكن لدى المدرسة أجهزة تعمل بالماوس وكان عوضا عن ذلك عصا صغيرة مدمجة فىلوحة المفاتيح.
وكان يجب أن يحمل نظام التشغيل وقتها على قرص مرن سعة 5 وربع انش وكنا نتدرب ف ىالمعمل عن كيفية استخدام الرسام على بيئة الدوس وكتابة بعض الأوامر على الدوس وتنفيذها.
إستمر الوضع وكنت بطبيعتى أحب المواد العملية كالعلوم والرياضيات وكنت أكره بشدة المواد النظرية كالجغرافيا والتاريخ وأتذكر أننى فى الإبتدائية كنت أذاكر على طاولة صغيرة فوق سطح المنزل فى هدوء ولم أكن أذاكر سوى المواد العملية فقط وقليل جدا من الوقت للمواد النظرية.
وبالفعل أثمرت جهودى عن حصولى على شهادة تقدير من المدرسة لتفوقى وحصولى على تقدير 90% وهو ما تكرر فى شهادة الإعدادية وحصلت تقريبا على نفس التقدير وتم تكريمى مرة أخرى ولن أنسى نظرة الفخر فى أعين والدتى ووالدى عندما رافقانى فى حفل تسليم جوائز المتفوقين بالمدرسة وكانت تلك المرات الأولى التى أختبر فيها أن النجاح الشخصى يمكنه أن يسعد الكثير من حولنا دون أن ندرى أو حتى نخطط لذلك. 

مرحلة النكثة :
سميت مرحلة ما بعد الإعدادية بمرحلة النكثة لأنها أثرت بشكل كبير على حياتى وشخصيتى فى السنوات القليلة التالية فقد كنت فى مرحلة البلوغ وإلتحقت بمدرسة ثانوية للمتفوقين وتعرفت على الكثير من الأصدقاء لكننى لم أتمكن من إنتقاء الأصدقاء فى تلك المرحلة فتعرفت على أصدقاء شجعونى على عدم المذاكرة والإنشغال [امور أخرى غير الدراسة والتعليم وكانت النتيجة أننى أختبرت للمرة الأولى فى حياتى الفشل بعد رسوبى فى ثلاث مواد فى القسم الأول من السنة الأولى فى الثانوية العامة.
وأذكر أننى لم أتخيل بعد نظرة الفخر التى رأيتها فى أعين والداى قبل عام ستتحول إلى نظرة حسرة إذا علموا بأمر رسوبى فى التيرم الأول فقررت أن أتلاعب بالشهادة حتى لا يعلموا وأحاول أن أضاعف مجهودى فى التيرم الثانى حتى أعوض الدرجات التى جعلتنى أرسب خاصة أنها كانت لمواد درجاتها مقسمة على تيرمين.
وبالفعل فى التيرم الثانى إنكببت على الكتب ونجحت فى تعويض الدرجات والنجاح فى كل المواد ونجوت هذه المرة بفضل الله.
ولم يكن الحال بأفضل بكثير فى العام الثانى فحصلت على تقدير ضعيف يقرب من 70% ورغم ذلك لم أحول من قسم العلمى وفى العام الثالث حاولت التعويض أيضا فحصلت على تقدير يقارب ال 89% ولكن فى النهاية لم يكن مجموعى فى العامين يؤهلنى للإلتحاق سواء بكلية العلوم أو الحاسبات والمعلومات.
ومراعات لظروف الأسرة لم أرد أن أزيد الأعباء عليهم بالإلتحاق بجامعة خاصة لا سيم أن أغلب الجامعات الخاصة وحتى وقتنا هذا مستوى التعليم بها متدنى وإن كان الوضع تحسن نسبيا فى بعضها الأن. 
فاضطررت لوضع كلية الحقوق ضمن الرغبات كجامعة حكومية مصاريفها فى المتناولوإلتحقت بحقوق عيم شمس فيما بعد كما أوضحت سابقا.

يكمل (فى المقالة القادمة كيف وصلت إلى معهد الإحصاء؟ )

الاثنين، 16 يوليو 2012

لمحة تاريخية عن المعهد

أنشئ المعهد عام 1947 تحت اسم معهـد الإحصـاء وكان ملحقـا بقسم الإحصاء بكلية التجارة جامعة القاهـرة وكان يمنـح درجة الدبلوم في الإحصـاء وتخرجت الدفعة الأولى عـام 1949 وكان عـددهم 13 خريجـا. وفى عـام 1957 تعـدلت اللائحـة وأصبح في الإمكان مواصلة الدراسـة بعد الدبلوم للحصـول على درجتي الماجستير والدكتوراه في الإحصاء. في عام 1959 صدرت اللائحة الجديدة للجامعات ولم يرد فيها اسم المعهـد فتوقف نشاط المعهد إلى أن صدر قـرار جمهوري بإعادة إنشـاءه تحت اسم "معهـد الدراسات والبحوث الإحصـائية" وبدأت الدراسة فيه من جـديد في نوفمبر 1962 وتخرجت أول دفعة في عام 1963 وكان عددهم 17 خريجا.
وتنوعت الدراسة بالمعهـد وتعـددت الدبلومات التي يمنحها؛ ففي عام 1973 بدأت الدراسة بدبلوم الحاسبـات العلمية والذي تغير اسمه فيما بعد إلى دبلوم علوم الحاسب والمعلومات، ثم في عام 1975 بدأت الدراسة بدبلوم الإحصاء السكاني، وبدأت عام 1977 الدراسة بدبلوم بحوث العمليات.